حب داخل ..غرفة ‘‘المشفى‘‘ موقع ليالينا


موقع ليالينا وسيمٌ و من الوسامة نالت نصيبا أضخم، إلا أن سبحان من يجمع القلوب ببعضها لا على خلفية الحُسن أو المال أو الجاه. عَهِدَ عليها برقية كل فجر توازي وجبة افطاره. برقية قصيرة مختصرة في 'حبيبي عندما تستفيق اعلم أني أحبك زيادة عن اليوم الذي مضى و أني على العهد باقية'. أحبته كثيرا و براءة بريئة تطبع حبها له. و على النقيض يوهمها بحب زائف في ظاهره أشد وأشد براءة منها و حبها

. يعلِمها دوما 'حبيبتي، لا أحبك أن تغادري المنزل دون علمي. فزوجك المستقبلي هو من يتحدث هذه اللّحظة'. ذلك الشأن فاز حبا كبيرا من جهتها فهي من طبعها تحب الرجل المتسلط و صاحب الكلمة التي لا تُخالف. في الجمعة كعادتها تجتمع وأختها المتزوجة على مأدبة 'غذاء يوم الجمعة' في منزل قرينها. يعرف جيدا بذلك الشأن و عليه لم تجد داعيا لاخباره، لم تعلم المسكينة أن أمراً بسيطا كهذا سيقلب حياتها رأسا على في أعقاب. رن تليفونها، فانقبض قلبها، ردت 'الو' و بين عبارات الاشتياق و الغزل فَطِنَ بِجَوٍ مغاير عن ما ألِفه في منزلها حين يكلمها. سألها 'أينكِ ؟'

 ردت 'وكأننا في يومنا الاول، كم من مرة وجب علي أن أذكرك أني سأتناول وجبة غذاء يوم الجمعة في منزل أختي ؟ ' قطع التواصل و أردفه برسالة نصية قصيرة فَحْوَاهَا 'من الأن فصاعدا تَستطيع المكث في منزل أختك بلا انقطاع، 

لم يعد يهمني أمرك' كانت هذه المفردات كصاعقة نزلت على بريئة الفؤاد وكأنها سمعت نبأ موت واحد من والديها أو من هذا أقوى. لم تستحمل الصدمة و على اثرها سقطت على الارض جُسمان هامدة، هرع اليها كل من بالمنزل، حاولوا ايقاضها إلا أن دون نفع لم يوجد في مواجهة شريك حياة أختها الا أن ينقلها الى أكثر قربا مستشفي بالمدينة. مر اليوم و الثاني و الثالث و المسكينة في حجرة الإعتناء المركزة.

 ككل أم تسعى الاطمئنان على ابنتها أتعبت الدكتور بأسئلتها، لكنه لسبب يجهله الجميع لا يعقب على تساؤلاتها و يكتفي لاغير بـ'سأعلمكم حين استيقاظها'. أشرقت عيناها قبل شروق الشمس في رابع أيام دخولها لمقر تجهله، لمقر كانت تأمل أن تجد أكثر قربا الناس اليها بجانبها ويهمس في أذنها 'لاغير استيقظي، 

ما جمعنا لن يهزمه ما أصابنا'. في أعقاب غفوة عرضت بها أحسن لحضاتها معه. استيقظت مكررا و والدتها نائمة مفترشة الارض. لم تفكر في ايقاضها قبل أن تفكر في التواصل به عبر تليفون ليس ملكها هو الاخر كان نائما الى جانبها يؤنسها في غربتها، 

أخذته مسعى التواصل به مرة تلو الاخرى لكنها في جميع مرة تجد الخط مقفل، أخبرت داخلها قائلة 'من المحتمل هو نائم هذه اللّحظة فالساعة لازالت باكرة'، لم تلبث الا اليسير حتى أحست بزلزال ترتيبه فؤادها، و وضعية ذعر أصاب المركز صحي في أعقاب دخول وضعية استعجالية. شاب في مقتبل العمر مخمور يبعد عن الحياة شيئا فشيئا و من الوفاة يقترب في أعقاب تعرضه لحادثة سير.

التعليقات

أحدث أقدم